لم يسعنا الوقت للتعرف عليكم

في 15 كانون الأول (يناير) من عام 2006، بدأت مؤسسة البرامجيات الحرة حملتها لحماية حرية مستخدمي الحاسوب عبر موقع الحملة badvista.org، معارضةً بذلك تبني مايكروسوفت ويندوز فيستا، ومروجة لبدائل حرة للبرامجيات. بعد سنتين، وصل عدد المساندين في الحملة لأكثر من 7000 مسجل، أصبح الأسم (فيستا) مرادفًا في أعين الناس لكلمة الفشل، وبهذا نعلن النصر.
لقد انتظرنا هذا الانتصار، وكما فعلت جوان بينويت سامويلسون الفائزة بالمارثون الأولمبي، اعتبرنا النصر "علامة على طريق طويل"، لم نقنع إلى الآن كل مستخدمي ويندوز أو حتى مستخدمي فيستا بالتحول إلى نظام تشغيل حر بالكامل مثل gNewSense. ما زال هناك الكثير من العمل يتعين القيام به وهناك العديد من الانجازات يجب الوصول اليها. لكن حملة BadVista أطلقت لإنجاز هدف معين، وبوصولنا إلى نهايته يجب أن نعلنه وأن نحتفل بما قامت به الحملة وكل من ساندها وساعد في إنجازها.
بدايةً، قمنا بنجاح بتزويد المهتمين بفيستا بنقطة دخول للتعرف على البدائل من البرامجيات الحرة. لقد وجدَ مستخدمو فيستا الباحثين (و ما زالوا يجدون) موقع BadVista في أول صفحة من نتائج البحث عند بحثتهم عن عبارة “windows vista” في محركات البحث الشهيرة. إن محاولة مايكروسوفت الضغط على مستخدمي نسخ ويندوز السابقة لأجل أن يتحولوا إلى فيستا قد أتاح لنا فرصة أن نقترح، بما أن عليهم تحمل مشاق تغير أنظمة تشغيلهم -و هذا شيء دائمًا يمنعه الخمول- فالأفضل لهم ان يتحولوا إلى استخدام أنظمة غنو/لينكس بدلًا من ويندوز. وبهذه الطريقة، نجحنا في تحويل عاصفة مايكروسوفت التسويقية غير المسبوقة إلى لحظة تعريف للعديد من الناس على البرامجيات الحرة. يمكن ملاحظة دلائل هذا على موقع برامجيات حرة مجتمع حر، الذي نشر خطابًا من الحملة ضد فيستا لم يوقع عليه أكثر من 1600 شخص فحسب بل ومن قبل منظمات (غير برمجية) مثل الحزب الأخضر، وأصدقاء الأرض العالمية، والناس والكوكب، الدولي الجديد وجمعية حماية الطبيعة الإيطالية.
ثم، قمنا بالمساعدة على كشف التقييدات التي يفرضها نظام فيستا على مستخدميه. قام قسمنا المختص برصد فيستا بجمع اكثر من 250 خبر وتقرير شرحت فيها نظام إدارة القيود الرقمية الجديدة في فيستا (DRM) وإضافة لذلك الثغرات الامنية والمشاكل الأخرى في فيستا التي سببها كون النظام محتكر. بالإضافة إلى تجميع مثل هذه المقالات، أصبحنا بمثابة مصدر (أو مرجع) معلوماتي للصحفيين الذين يكتبون عن فيستا، بإعطائهم أجوبة مباشرة عن تقييداته والتي لم يكن لهم ليحصلوا عليها من مايكروسوفت. إن نشاطات حملتنا تتضمن احتجاجات في ساحة التايمز سكوير بمدينة نيويورك ومنتزه فينواي بارك بمدينة بوسطن، مما ساعد على بقاء هذا الاهتمامات في الأخبار ومجابهة آلة الإعلام الموجهة على الذي يحضرون نشاطات مايكروسوفت.لقد حرصت جهودنا المنظمة والمعنونة في موقع Amazon على ضرورة أطلاع من يرغب شراء نسخة من فيستا على المعلومات التي تدور حول قيود هذا النظام.
والآن، وبعد سنتين، من الواضح أن فيستا قد فقدت فرصتها في الانتشار الواسع. لقد قام (وبصورة واسعة) أفراد وحكومات وشركات وجامعات ومنظمات بتجاوز أو حتى تجاهل مايكروسوفت كليًا. فعلى سبيل المثال، تشير أرقام حديثة إلى نسبة انتشار 6% فقط في مجال الاعمال. إن تمديد مايكروسوفت وبصورة متكررة مهلة انتهاء عمر نظام ويندوز أكس بي ونشرها لنسخة تجريبية من نظامها الجديد ويندوز 7 لهما دليلان آخران وأكيدان على فشل فيستا. في الأماكن التي اعتمد فيها فيستا كان سبب هذا الاعتماد عادةً هو عقود الدعم القسرية التي عرضتها مايكروسوفت، سيحتاج الناس لوقت حتى يخلصوا أنفسهم من هذه الاتفاقيات وإن مساعدتهم على ذلك لجزء من عملنا طويل الأمد.
شكرًا لكل الذين ساهموا وساعدوا نجاح هذه الحملة. سوف نقوم بإغلاق موقع الحملة وإنهائها من أجل تكريس المزيد من الجهد والموارد لحملات أخرى والتي ستساعدنا للوصول لمجموعة من الإنجازات القادمة في الطريق نحو عالم يمكن فيه للناس اختيار البرامجيات الحرة بأمان. ومع فرحتنا بهذا النجاح، سنحتاجكم جميعًا لتقديم طاقاتكم وإبداعاتكم لهذا العمل الجديد وبه سويةً سنجابه تجاوزات كل البرامجيات المحتكرة على حرياتنا، لقد عززت حملة BadVista القضية وأوضحت لنا كل ما نستطيع إنجازه في المستقبل.